الحرب عام 1915
في 22 أبريل 1915
وقعت معركة إيبر الثانية، كان الألمان قد اخترقوا اتفاقيتا لاهاي 1899 و1907 واستعملوا غاز الكلور للمرة
الأولى في الجبهة الغربية. بعد ذلك أصبحت عدة أنواع من الغازات تستخدم من كلا
المتخاصمين وأصبح الغاز هو السلاح المنتصر حتى أصبح الغاز من أكثر الأسلحة
الكيماوية رعبًا في الحرب العالمية الأولى.[78][79] في 15
سبتمبر 1916 استخدمت الدبابات لأول مرة في القتال من قبل البريطانيين في معركة فليرز كورسيليت هي جزء من هجوم معركة السوم الكبرى)
وكان نتيجة ذلك الفوز الجزئي في المعركة وقد نمت فعلية هذه الدبابات مع تقدم ونمو
الحرب.
استطاع الألمان عام 1915 تحقيق
مزيد من الانتصارات على الحلفاء، فألحقوا الهزيمة بالروس في معركة غورليس تارنو (2-10 مايو 1915)، كانت هذه
المعركة هي الحاسمة على الجبهة الشرقية،[80] لأن
الألمان استطاعوا احتلال بولندا ومعظم
مدن لتوانيا، وحاولوا قطع
خطوط الإتصال بين الجيوش الروسية وقواعدها للقضاء عليها، إلا أن الروس حققوا بعض
الانتصارات الجزئية على الألمان ولكن انتصارهم الجزئي قد كلفهم 325000 أسير روسي،
الأمر الذي لم يتمكن بعده الجيش الروسي من استرداد قواه، وأدَّى النجاح الألماني
على الروس إلى إخضاع البلقان، وعبرت القوات النمساوية والألمانية نهر الدانوب
لقتال الصرب وألحقوا بهم هزيمة قاسية، واستطاع الألمان في ذلك العام أن يحققوا
انتصارات رائعة على بعض الجبهات، في حين وقفت الجبهة الألمانية ثابتة أمام هجمات
الجيشين الفرنسي والبريطاني، رغم ظهور انزعاج في الرأي العام الإنجليزي من نقص
ذخائر الجيش البريطاني ومطالبته بتكوين وزارة إئتلافية وحدوث تغييرات في القيادة
العسكرية الروسية.[67]
وفي 23 مايو 1915 أعلنت إيطاليا الحرب
على الإمبراطورية النمساوية المجرية، تنفيذًا لبنود اتفاقية لندن التي وعد من خلالها
الحلفاء إيطاليا بالحصول
على مكاسب حدودية في حال حققوا الانتصار على دول المحور.
الحرب عام 1916 واستمرار حرب الخنادق
لم يستطع كلا الجانبين توجيه ضربه حاسمة طوال سنتين، فخلال أعوام 1914-1916
عانت الإمبراطورية البريطانية وفرنسا في فقدان العديد من الضحايا بسبب حربها مع
ألمانيا والمواقف الإستراتيجية والتكتيكية التي اختارها كلا الجانبين.
استراتيجيًّا شنت القوات الألمانية هجومًا كبيرًا واحدًا في حين أن الحلفاء كانت
لديهم عدة محاولات لإختراق الخطوط الألمانية. في فبراير 1916 هاجم الألمان المواقع
الدفاعية الفرنسية في معركة فردانالتي استمرت إلى
شهر ديسمبر من نفس العام، وشهدت المعركة المكاسب الأولى لألمانيا قبل أن تتغير
أحداث المعركة بسبب الهجوم المضاد من القوات الفرنسية. كانت خسائر الفرنسيين
والألمان قد قدِّرت من 700,000 [81] إلى
975,000 [82] من عدد
الضحايا للجانبين. وأصبحت فردان رمزًا
للعزم الفرنسي والتضحية بالنفس.[83]
تميز ذلك العام بمعركتين كبيرتين نشبتا على أرض فرنسا وهما معركتي فردان والسوم، تكبد فيهما
الألمان خسائر كبيرة. كانت معركة السوم (1 يوليو
– 18 نوفمبر 1916) [84] رد فعل
هجومي من قبل القوات البريطانية الفرنسية وقد شهد افتتاح هذا الهجوم الجيش
البريطاني، وتعتبر هذه المعركة من أكثر معارك الأيام دموية في تاريخ الحرب
العالمية الأولى، لأنه في اليوم الأول من معركة السوم قدِّر عدد الضحايا 57,470
ضحية من بينهم 19,240 قتيل. لقد كلَّف الهجوم الجيش البريطاني بأن يخسر عددًا
كبيرًا من جنوده قِّدر عددهم 420,000 قتيل بينما بلغ قدِّر عدد خسائر الجيش
الفرنسي 200,000 قتيل وبلغت خسائر الألمان بالعدد الأكبر من القتلى في صفوفها وهو
500,000 قتيل.[85]
استمرت معركة فردان طوال
1916،[86] جنبًا إلى
جنب مع معركة السوم، وكثر إراقة دماء عدد كبير من الضحايا مما أوصل الجيش الفرنسي
إلى حافة الإنهيار بسبب استنفاذ قواته من الجنود. وجاءت محاولات عقيمة في شن هجوم
مباشر بسعر مرتفع لكل من البريطانيين والفرنسيين، نتيجة لذلك انتشر التمرد في
الجيوش الفرنسية بعد الهزيمة في معركة نيفل (16أبريل
– 9 مايو 1917).[87]
الحرب عام 1917
حدثت معركة أراس المتزامنة مع هجوم نيفيل (9 أبريل – 16 مايو 1917)
بين قوات الحلفاء وقوات الإمبراطورية الألمانية بالقرب من
مدينة أراس الفرنسية.[88][89] وفي تلك
المعركة استولى الفيلق الكندي على فيمي ريدج وهذا كان له أثر كبير في كندا.[90][91]
كان الهجوم الكبير في تلك الفترة أتى من قبل القوات البريطانية وبمساعدة
القوات الفرنسية في معركة باشنديل (31 يوليو
– 10 نوفمبر 1917) وكان لهذا الهجوم أن يرفع آمال قوات الحلفاء بالنصر لولا أن
الأمطار التي سقطت في شهر يليو قد حولت أرض المعركة إلى مستنقع وفي أكتوبر عادت
الأمطار بكثافة وتسببت بالمزيد من الوحل والطين الذي أنهك الجنود في التقدم.[92]كان الألمان
متحصينين داخل خنادق خرسانية احتوت على مدافع رشاشة وهذه التحصينات أصبحت بمثابة
قاعدة لقتل المهاجمين، كانت تشبه القلاع الصغيرة التي تحمي الجنود من المطر. لقد
وصف أحد الضباط البريطانيين تفصيلًا لهجمات القصف المدفعي الآتي من الخنادق
الألمانية؛ «لم تكن هناك فرصة لعبور قوات المشاة وشاهدتهم تدريجيًّا يحاولون شق
طريقهم قُدمًا، ويكافحون ألسنة اللهب خلال هذا المستنقع المخيف للوصول إلى
الألمان » و كانوا غارقين بالطين حتى رُكبهم (في بعض الأحيان حتى أكتافهم ولم
يتم انقاذهم سوى بعد خمسة أيام) وعند وصولهم لمنتصف الطريق نحو خطوط القوات
الألمانية « فكان من شبه المستحيل لهم التحرك للأمام أو الخلف » لأن
الرشاشات الألمانية كانت لهم بالمرصاد فحصدت أرواح العديد من جنود المشاة
المحاصرين بسهولة.[93]
المصدر :
شكرا لك على التعليق