أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

الدولة المرينية والمنشآت المعمارية الدينية في عهدها

الدولة المرينية

الدولة المرينية


ينتسب المرينيون الى احدى قبائل زناتة التي اسست دولة بني مرين في المغرب الاقصى و الدولة المرينية واحدة من اهم الدول التي حكمت المغرب الاقصى بعد الادارسة و المرابطين و الموحدين و اطولها مدة من منتصف القرن 7ه الى منتصف القرن 9ه ( ق 12م- ق 15م ) و قد تأسست دولة بني مرين على انقاض دولة الموحدين بعد انتصارهم في معركة العقاب سنة 668ه – 1269م و يعقوب بن عبد الحق هو أول زعيم مريني اتخذ لنفسه القابا ملوكية " أمير المومنين "
و يمكن تقسيم الدولة المرينية الى ثلاث مراحل حسب المؤرخ رشيد السولامي :
المرحلة الاولى :
تبدأ بقيام حكم مريني مع يعقوب بن عبد الحق و تنتهي بنهاية السلطان ابي ربيع سليمان 668ه/1269م – 710ه/1310م و تتسم هذه المرحلة ب:
    تركيز قواعد مع اتخاذ مدينة فاس عاصمة لهم مع نهج سياسة التوسع و الامتداد نحو المغرب الاوسط اما على المستوى الحضاري تم تجاوز الطابع الموحدي و خاصة في المجال المعماري و الفكري مع اعادة المذهب المالكي كمذهب رسمي على المستوى الديني .
المرحلة الثانية :
تبدأ بعهد السلطان ابي سعيد عثمان بن يعقوب سنة 715ه/1311م و تنتهي بنهاية السلطان ابي عنان فارس بن ابي الحسن سنة 759ه /1358م.
من مميزات هذه المرحلة :
    تقوية حضور بني مرين سياسيا و عسكريا و اقتصاديا ثم ابرام معاهدات و اتفاقيات سياسية و تجارية مع ملوك النصارى و خلق علاقات مع المشرق مع الاهتمام بقضايا التعليم و بناء المدارس و التفنن في زخرفتها و بناء الزوايا و دور الصناعة و القناطر الى غير ذلك مما سمح بظهور علماء كابن الخطيب ابن مرزوق ابن خلدون ...كما تم التقرب من الفقهاء و العلماء و الاشراف و الزهاد اما بالاحتضان او الرعاية او الزيارة .
المرحلة الثالثة :
و تبدأ بعهد السلطان ابي زيان محمد بن ابي عنان سنة 759ه/1358م و تنتهي بدولة بني مرين 869ه/ 1465م.
من مميزات هذه المرحلة تعيين و تنصيب ملوك صغار مما دفع الوزراء و الحجاب الى الاستبداد بتسيير شؤون الدولة مما ادى الى تفتت وحدة المغرب الاقصى مع اضعاف هيبة السلطة المركزية بفاس و دخول الايبيريين و احتلال سبتة 1415م و احتلال طنجة 1465م و اتسمت هذه المرحلة بالفتن و النزاعات كما خلت من البناء و التشييد .

المنشآت المعمارية في العهد المريني

فاس الجديد أو المدينة البيضاء : و بنيت من طرف أبو يوسف (674ه-1276م) و اتخذها المرينيون عاصمة لهم لما لها من شهرة علمية و دينية و تاريخية و حسب ابن مرزوق :" تأسيس مديمة فاس الجديد كان بغرض اتخاذ مسكن للسلطان ابي يوسف و جيشه ليميز بينهم و بين الحضر من اهل فاس " و حسب ابن خلدون : " كان بناء فاس الجديد لاثبات السلطة الجديدة و تميزها عن باقي الدول التي حكمت المغرب "
   التخطيط المجالي لمدينة فاس الجديد سنة :
-        676ه احيطت بسور يصل عرضه الى مترين و علوه الى 8 امتار
-        سنة 686ه شيد يعقوب بن عبد الحق القصر السلطاني المسمى بالدار البيضاء . بهذه المدينة ترك المرينيون برج الذهب الواقع خارج فاس الجديد لحضور و استعراض الجنود و الاستماع للمشتكين و استقبال كبار الوفود الاجنبية .
-        نجد كذلك ملعب السباع و هو مكان خصص لمصارعة الاسود بحضور السلطان ابي عنان .
-        نجد كذلك جنة المصارة و هي من ملحقات قصر السلطان و هي عبارة عن حديقة مغروسة مجهزة بدولاب مائي .
-        نجد كذلك بستان آمنة و روض الغزلان .
-        نجد كذلك مساكن اعيان الاسرة المرينية و حاشية السلطان بالقرب من القصر ، ثم نجد حي اليهود المسمى بالملاح و تتعدد الاراء حول من احدث هذا الحي . فإن زرع قي روض القرطاس يقول :" ان يعقوب بن عبد الحق هو من الذي نقل اليهود للسكن بجواره " بينما ذكر العماري بان " ابي سعيد عثمان بن عبد الحق هو الذي شيد الملاح .
و يوجد الملاح بقرب القصر الملكي و هو اول ملاح بني بالمغرب و يقول حسن الوزان " الملاح كان عبارة عن شارع رئيسي يضم تجمعا سكنيا و حرفيا و دينيا خاصا باليهود ".
و يرى المرحوم المنوني ان الملاح حي استخدم كمقر للمرتزقة الاجانب و خاصة الاندلسيين .
كما انه توجد مباني اخرى منها مستودع الاموال و السلع الثمينة من عاج و ابنوس و نجد كذلك دار الصنعة للالات الحربية و ادوات الخيل كما ضمت مدينة فاس مباني دينية كالمساجد و المدارس كمسجد الشرابليين و مدرسة الصفارين و مدرسة فاس الجديد و الزاوية المتوكلية .
كما نجد مؤسسات اقتصادية كالفندق و حوانيت و اسواق اهمها اسواق فاس جديد .

2- مدينة سلا :

أول شيء قام به المرينيون هو تحصين المدينة من جهة ابي رقراق و بناء دار الصناعة في عهد يعقوب بن عبد الحق ( دار لصناعة السفن ) كما بنوا الباب الكبير الذي يسمى باب المريسة و بنو مدرسة الطالعة قرب المسجد الاعظم سنة 742ه و بنوا زاوية النساك خارج اسوار سلا للمحتاجين كما بنوا مارستان ابي عنان .

3- مدينة مكناس :

اول بناية هي قصبة مكناس و هي قصبة بنيت من طرف ابي يوسف 674ه ، و بنى بها ابي يعقوب بن عبد الحق مدرسة الشهود لكن تغيرت وظيفتها و اصبحت ناديا نسويا تابعا للتعاون الوطني . و نجد كذلك زاوية المشاويين و زاوية القورجة و بنيت كذلك القناطر و الجسور و تم كذلك بناء مارستان بحي حمام الجديد . و اهم معلمة مرينية بمكناس هي المدرسة البوعنانية و هي من بناء ابي الحسن المريني .

4- مدينة تطوان :

نجد قصبة تطوان اختطها السلطان السلطان يوسف بن يعقوب سنة 674ه و يقول ابن ابي زرع في هذا الصدد " ثم اخذ في بعث الجيوش الى احواز سبتة و شرع في بناء مدينة تطوان ( قصبة) "

5- مدينة وجدة :

أول شيء قاموا به و لتأمين الاجزاء الشرقية ، قام ابو يعقوب يوسف المريني ببناء مدينة وجدة و حصن الاسوار و جهزها بعدة مرافق ( منها قصبة و دار و مسجد و حمام ) و تعد هذه الاثار اقدم المرافق العمرانية بالمدينة و ذلك سنة 697ه/1268م.

مدينة شالة :

في عهد المرينيين بنيت اسوار مدينة شالة مدفنا لعظمائهم و ملوكهم .
-        بنوا زاوية و حمام و بنوا بابها الاكبر سنة 739ه و قاموا بتوسيع الجامع الكبير بتازة كما بنوا مسجد بن صالح بمراكش.
قد يعجبك ايضا

مدينة المنصورة :

بنيت المنصورة سنة 699ه/1279م لتشديد الخناق على تلمسان و اكمل بناء هذه المدينة ابو الحسن سنة 734ه و بنى المسجد الكبير سنة 739ه كما بنى الدور و القصور و الحمامات و المارستانات . يقول صاحب روض القرطاس " بنى تلمسان الجديدة و هذبها و بنى بها الحمامات العظيمة و الفنادق و المارستانات و الجامع الكبير كما بنى ابي الحسن مسجد القصبة .




العمارة الدينية


المسجد : هو المكان الذي تؤدى فيه الصلاة .
معمار المساجد في العهد المريني :
    تصميم المسجد المغربي يشتمل على المخطط النموذجي و على العناصر النموذجية التالية : بيت الصلاة المكون من بلاطات و اساكيب و نجد بيتا لوضع المنبر و بيت الامام و نجد كذلك الصحن المكشوف و المئذنة و بيت الوضوء و في بعض الاحيان نجد بيت الجنائز و بيت للمآقت (ملاحظة: هذه الكلمة غير متأكد منها ) و بيت للمؤذن و مكتبة و مدرسة اسست على الطراز المغربي على نمط مسجد الرسول في المدينة المنورة .

خصوصيات الطراز المغربي :

اتساع بيت الصلاة الذي يتكون من بلاطات عمودية أو موازية لجدار القبلة و صحن مكشوف ، كثرة الاعمدة و الاكتاف الحاملة للسقوف و الاسقف الهرمية و المآذن المربعة أو المثمنة و التوسع في استعمال الاقواس المدببة و اقواس حذوة الفرس ، تزيين الجدران بالجبس المنقوش و الفيسفساء و الاهتمام بالرواق الاوسط المؤدي للمحراب و الاكتفاء بعدد قليل من القباب الصغيرة .
تخطيط و أهم مميزات مساجد العصر المريني :
-        تتميز بصغر حجمها و ضيق مساحتها العامة .
-        زيادة عمق بيت الصلاة على طول جدار القبلة .
-        اهتمام المرينيين ببلاط المحراب و هو البلاط المحوري بدليل زخرفته و بوضع قبتيه الاولى عند بداية البلاط أمام المحراب و الثانية عند نهاية الواجهة المطلة على الصحن .
-        وضع محراب صغير اضافي يسمى العنزة على مدخل البلاط الاوسط
-        اكتسب الصحن امتدادا أكبر و جعلت الملحقات بالداخل مع قلة عدد الابواب ، و تشترك المساجد المرينية في بناء الاكتاف و الآجور و بناء الملحقات ، بيت الوضوء في مكان منفصل قرب المدخل الرئيسي . و نجد كذلك حجرة المؤذن  (غير متأكد) عند بداية الصومعة ثم نجد استعمال القوس الحدوي و نجد كذلك العقد المتجاوز و نجد كذلك الحذوي ( غير متأكد) المنكسر و نجد كذلك استعمال الزخرفة المعمارية في السطوح و الحوائط و السواري و الاسقف و العقود و نجد كذلك استعمال الالوان الازرق و الاخضر و الاسود و الرمادي .

المسجد الاعظم بوجدة :

   تم بناؤه في العهد المريني على يد ابي يوسف يعقوب حسب روض القرطاس 1296م و هو ينقسم الى قسمين : قسم مسقوف و قسم مكشوف .
الوصف المعماري للمسجد :
يحتوي بيت الصلاة على عشرة بلاطات و ثلاث صفوف من الاعمدة ( اساكيب) و قد تم ترميم خمسة بلاطات . لهذه البلاطات دعامات و اقواس من نوع حذوة الفرس المنكسر . نلاحظ استعمال حذوة الفرس المنكسر سقفت بسقوف خشبية هرمية الشكل مغطاة بقرميد مجوف ما يلفت النظر في هذه القاعة هو المنبر و المحراب .
-        محراب مسجد وجدة : هو محراب بسيط موجود بالجدار الشرقي و يتكون من ثلاث تربيعات : زخرفة هندسية متشابكة ، ايات قرآنية ، و شماسيات يلعب فيها الظل و الضوء دورا جميلا .
-        المحراب المثمن الزوايا : تعلوه قبة صغيرة مقرنصة
-        المنبر : و هو منبر متحرك صنع من الخشب في نهاية القرن 19 (1880م) تتخلله زخارف و ألوان متعددة و يصعد اليه عبر ثمانية ادراج
-        المئذنة : تتكون المئذنة ( الصومعة ) من القاعدة ثم البدن أو (الصومعة الكبرى) التي تنتهي بشرافات يليها المنور او (الصومعة الصغرى) او (العزري) او (الفحل) تليه قبة صغيرة ثم الجامور .
لها قاعدة مربعة 4,65 متر مبنية بالآجور يبلغ علوها خمسة أمتار و تتكون من بدن تنتهي بشرافات ثم المنور تليه قبة يعلوها الجامور و هو عامود من الحديد يحمل تفاحات نحاسية متوج بهلال .
ما يميز الصومعة هو زخارف فنية تتجلى في اقواس مثلثة داخل تربيعة محفورة تسمى درج و كتف
-        الصحن : يوجد قبالة أروقة المسجد و به عنزة (عبارة عن محراب اضافي يوجد بالصحن) في جداره الشرقي لاقامة الصلاة في فصل الصيف .هذا الصحن يتوسطه حوض للوضوء .
-        تتخلل هذا الصحن اروقة ذات اقواس مفصصة و مدببة ، ترتكز هذه الاقواس على دعامات
-        مداخل الجامع : للجامع ثلاث ابواب : باب رئيسي على الواجهة الغربية و بابان صغيرين على الواجهة الشمالية .
-        تعريف المقرنصات:
جمع مقرنص : و هو شكل هندسي استعمل في الزخرفة المعمارية ظهر في اول مرة في فارس في العصر الساساني .
    استعار المسلمون المقرنصات من الفرس ، استعملت المقرنصات في العمائر الاسلامية منذ القرن الخامس الهجري و استعملت بكثرة في العصر المريني.

جامع المنصورة في تلمسان :

نبذة تاريخية : ( اهم منشاة ما زالت معروفة) حاول المرينيون احتلال تلمسان و ضم الجانب الغربي من الجزائر و قد دام حصارهم لها سبع سنوات . قام المرينيون خلالها بانشاء مدينة بجوار تلمسان سميت بالمنصورة و احاطوا بها الاسوار و شيدوا بها القصر و الجامع و تم ذلك بين سنتي 703ه و 733ه (1303-1336م) . أهم منشأة فيها اليوم هي الجامع الكبير الذي تهدمت اجزاء منه .
تاريخ بناء المسجد :
حسب ابن خلدون جامع المنصورة بناه ابو يعقوب سنة 703ه – 1303م . ثم أن الجامع يحمل نقيشة تؤرخ له تشيد ببانيه .
الوصف المعماري للمسجد :
الجامع محاط بسور من الطابيات ، الجامع يتخذ شكل المستطيل 85 متر على 60 متر له تصميم متوازي الاطراف ، بابه الرئيسي ينفتح على المئذنة كما يتوفر على بابين مبنيين بالحجر .
أبواب المسجد :
يتوفر المسجد على 13 باب مبنية بالحجارة .
الباب الرئيسي : الوصف المعماري و الفني :
-        ينفتح على المئذنة ، باب حدوي طفيف الانكسار يعلوه قوس مفصص يعلوه قوس متجاوز و مفصص ، ركنيات القوس توجد به زخرفة نباتية و تتخلل ركنيات القوس محارات او صدفات ، الباب محاط بافريز نقوش هندسية و نباتية و خطية ، تعلوا الباب مقرنصات أو الدلايات .
-        ينفتح الباب بقوس يتكأ على عمودين من الرخام لهما تاجان تزينهما نقوش دقيقة على شاكلة التيجان المرينية التي نشاهدها في عمائر فاس .
-        الصحن : يتخذ شكلا مستطيلا مؤلف من 3 بلاطات موازية للقبلة و 13 أسكوب عمودي .
-        بقاعة الصلاة مقصورة و هي لها حيز مربع 14/14 من كل جانب كان مسقوفا بقبة خشبية هرمية الشكل حسب جورج مارسي . كان لها ثمانية دعامات .
-        تتميز البلاطة الوسطى بعرضها مقارنة مع باقي البلاطات
الصومعة : يرتفع برج المئذنة اليوم حوالي 38م و كان يصعد فيه بمرقاة rompe تدور حول نواة مركزية .
واجهة المئذنة :
-        تتميز واجهة المئذنة بقوس رخوي و تتميز كذلك بأقواس عمياء كما تزين هذه الواجهة زخارف درج الكتف .
-        يعلو هذه الواجهة افريز يتكون من صف من القناطر الصغيرة (عمياء) محمولة على سويرات (تصغير سارية) حجرية تتخلل هذه الواجهة فتحات للضوء و الاضاءة و يذكر جورج مارسي ان مرقاة هذه الصومعة مسقفة بأقباء (جمع قبو) و القبو هو السقف المعقود .
-        شيدت هذه المئذنة من الحجر و يبلغ سمك جدارنها 1,50
جامع الجنائز :
حسب جورج مارسي يتوفر المسجد على بيت الجنائز يشبه في هندسته بيت الجنائز بجامع القرويين بفاس .
مدرسة الصفارين بفاس :
دراسة تاريخية و معمارية :
مدلول مدرسة :
المدرسة مؤسسة تعليمية انشأت لنشر العلوم الدينية و غيرها و كذلك لايواء الطلبة و الأساتذة و قد ظهرت لاول مرة بالشرق الاسلامي في القرن الخامس الهجري و لم تدخل الى المغرب الا في بداية القرن السادس الهجري على يد الموحدين الذين اسسوا مجموعة من المدارس في كل من مراكش و فاس .
أهداف المدارس المرينية :
-        نشر المذهب المالكي
-        التحكم في المناهج التعليمية
-        تشجيع الطلبة الغرباء على التعليم
-        استقبالهم و ايوائهم في المؤسسات الرسمية
-        دعم العلماء و الطلبة و اجراء احسن الرتب عليهم
تسيير المدارس :
كان المرينيون هم الذين ينفقون و يمولون مشاريع بناء هذه المؤسسات التعليمية اعتمادا على امكاناتهم الخاصة و قد نتج عن هذا ان كانت المدارس آنذاك مؤسسات رسمية كلها تابعة للدولة دون غيرها .

المدارس المرينية بمدينة فاس :

بلغ عدد المدارس بمدين فاس خلال الفترة المرينية سبعة مدارس اسس ابو يوسف عبد الحق أولها و هي المعروفة باسمه و قد بنيت سنة 675ه-1275م أما ثاني المدارس فهي التي اسسها ابو سعيد سنة 720ه/1320م و تدعى مدرسة فاس الجديد.ثالثها مدرسة الصهريج و مدرسة السبعين ؟ 721ه/1321م و قد بناها ابو الحسن كما بنى ابي سعيد عثمان المدرسة الرابعة و التي تدعى بالعطارين و قد تم بناؤها سنة 725ه-1325م.
المدرسة المصباحية و قد شيدت من طرف السلطان ابي الحسن سنة 747ه-1346م
و تعد المدرسة البوعنانية آخر المنشآت التعليمية المرينية و قد شيدت من طرف السلطان ابي عنان المريني سنة 751ه-1350م و قد بنيت مدرسة سابعة و تسمى مدرسة الوادي و ذكرها ابن مرزوق في مسنده لكن لم يوجد لها اي اثر .

مدرسة الصفارين أو اليعقوبية :

اسس اذن ابو يوسف يعقوب اول المدارس المرينية بفاس بعد توليه الحكم سنة 656ه-1259م و قد استطاع في مدة حكمه ان يوجه العناية الى الحياة العلمية و الاقتصادية بعد فترة الركود الذي عرفه المغرب قبل توليته و بعد اختطاطه لفاس الجديد امر ببناء المدارس اليعقوبية سنة 675ه.
و قد عهد بالاشراف على بناءها الى الفقيه ابي امية مفضل الدلائي الذي ولاه قضاء مدينة فاس و هو اندلسي الاصل رحل الى المشرق الاسلامي طلبا للعلم ثم وفد الى المغرب و هو يحمل افكارا جديدة عن المؤسسات التعليمية التي ظهرت في المشرق . فبنى المدرسة اليعقوبية بامر من السلطان المذكور و الظاهر انه ترأس مشاريع بناء المدارس بفاس .
موقع المدرسة :
شيدت المنشأة بإزاء عين قرقف من جهة قبلة جامع القرويين و اجري فيها ماء العين . و من اسباب اختيار هذا الموقع قربه من جامع القرويين المركز العلمي المعروف ، فكان السلطان يحبذ انشاء هذه المدرسة قرب المسجد لتسهيل المامورية العلمية على الطلبة و الاساتذة .
اسم المدرسة :
تعلمنا المصادر ان المدرسة عرفت بأسماء متعددة : اولها اليعقوبية نسبة الى يعقوب بن عبد الحق المريني الذي استمر حكمه تسعة و عشرون سنة ، كما سميت بالحلفاويين و لعل الحلفاويين اسم الحي الذي بنيت فيه و تعرف اليوم بالصفارين لوجودها بين دكاكين المشتغلين بصناعة النحاس .
مدخل المدرسة :
يتم الولوج الى هذه المعلمة عبر باب بسيط و خال من الزخرفة ، و عبر ممر يؤدي الى مختلف ارجاء البناية .
عناصر الجامع :
قاعة الصلاة ، محراب ، بلاط ، الصحن (ساحة مكشوفة، اروقة ، عنزة ). الصومعة (البدن ، العزري ، الجامور )
عناصر المدرسة :
صحن به صهريج ، قاعة الصلاة ، وجود غرف متعددة لايواء الطلبة و الاساتذة ، وجود الصومعة امر ثانوي .
الوصف المعماري و الفني للمدرسة :
تتمحور عناصر هذه المدرسة حول صحن فسيح ، يتوسطه صهريج انتظمت على جوانبه غرف لايواء الطلبة و هي بيوتات غير متساوية القياسات ، كما اننا نجدها في الطابق العلوي و تترواح قياسات الغرف الصغرى ما بين 2.90 متر على 3 امتار و الكبرى لا تتعدى 12 متر .
قاعة الصلاة :
تتخذ شكل مربع تبلغ قياساتها 7.50 على 7.50 متر يتوسطها محراب ، انفرد بنصبه المعدل (بكسر الدال) ( المعلم الحرفي ) محمد بن مبارك و لم يشاركه في ذلك غير اهل علم الهيأة حسب تعبير على الجزنائي و قد يكون هذا المحراب ذا اتجاه احسن من غيره من مساجد فاس .
لا تزال تحتفظ هذه القاعة بزخرفة جميلة ، تتجلى في المأطورات البسيطة المتكونة من عناصر هندسية و نباتية الى جانب قاعة الصلاة تحتوي هذه المدرسة على قاعة صغيرة  سماها بعض الباحثين الخلوة و توجد في الطابق العلوي . تفتح بقوس حدوي و مكسور و اتخذت شكل شبه منحرف . كما اننا نجد بها محراب متعدد الزوايا .
الصومعة :
من خصوصيات المدرسة اليعقوبية وجود صومعة ذات الشكل المألوف في العمارة المغربية . و قد بنيت بالآجر و زينت بشرفات و بعقود مفصصة و تشابيك هندسية ذات الشكل المربع المكون من البدن أو الصومعة الكبرى و وجود الشرافات و يعلوا الجزء الثاني المنور او الفحل او العزري او الجوسق او الصومعة الصغرى تعلوه قبيبة بها جامور مكون من ثلاث تفاحات نحاسية ينتهي بهلال .
صومعة المدرسة اليعقوبية :
ذات قاعدة مربعة . صومعة مرينية للمدرسة اليعقوبية . واجهة الصومعة تتميز بوجود قوس حدوي مكسور بوسطه فتحة (كوة). تعلو هذه الواجهة إفريز مزين بزليج بزخرفة هندسية . تعلوه شرافات . بينما نجد الواجهة الاخرى من الصومعة تتميز بوجود اقواس مفصصة عمياء تعلوها زخرفة درج و كتف .
درج و كتف عنصر هندسي يلعب دورا في التسطير(الزخرفة الهندسية) و التوريق (الزخرفة النباتية) و هو لفظ أطلق بشكل عرفي من طرف الصانع الحرفي المغربي. و نفذ درج و كتف على الجبس و على الخشب و على الحجر .
المنور : يعلو البدن . المنور به كوة ، شرافات ، قبيبة .
___________
اما عن تسيير هذه المدرسة فقد خصص لها السلطان موارد مالية لصيانتها و توفير الخبز اليومي للطلبة و الاساتذة و يقول صاحب الذخيرة في هذا الصدد و اسكنها بالطلبة و المقربين و اجرى عليهم المرتبات من جزية اليهود .
و يذكر من بين المدرسين بهذه المدرسة الشيخ الفقيه الصالح محمد الفشتالي.
__________
هذه هي مدرسة الصفارين التي تعتبر النموذج للمدارس المرينية بفاس و هي على العموم تمتاز بالبساطة في مكوناتها المعمارية و قد عرفت كباقي المنشآت ترميمات و نذكر بالخصوص التي تمت سنة 1987م .



قصر الحمراء

تاريخ التأسيس :
شيدت القلعة الحمراء في القرن الخامس الهجري و سميت القصبة الحمراء و جددها مؤسس دولة غرناطة محمد الاول بن يوسف 1334-1353م و ابنه محمد الخامس 1353-1391م . تعرضت عمائر الحمراء للتخريب و مازالت أجزاء منها شيدت على بعض انقاضها عمائر اخرى ككنيسة سانطا مارينا و قصر شارل الخامس . بقيت اليوم الاجنحة الاندلسية و قد رممت من طرف الاسبان و هي تعج بالزوار .
الموقع : قصبة الحمراء أقيمت على هضبة مشرفة على مدينة غرناطة لتكون مدينة ملكية لامراء بني نصر و بني الاحمر في بقعة غنية بالغابات و طبيعة خلابة .
الوصف الفني و المعماري للقصبة : تمتد اسوار المدينة من الغرب الى الشرق بطول 740 على 220 عرضا و مازالت الى اليوم . زود السور بابواب و ابراج اهمها باب الشريعة .
مخطط القصر : يتألف مخطط القصر من فناء و اروقة و قاعات فخمة تتخللها برك و نوافر المياه كما يضم اجنحة مؤلفة من طابقين او من طابق واحد .
جناح الريحان او جناح البركة : من اكبر الاجنحة ، ينسب الى السلطان يوسف الاول ابي حجاج منتصف القرن 14 .
الوصف المعماري لهذا الصحن او الفناء : يتألف من فناء مستطيل تتوسطه بركة مائية بالجناح ، رواقين في كل منهما سبع قناطر ذات عقود حدوية محمولة على اعمدة و ينتصب برج قوماريش المشهور ارتفاعه يصل الى 45 متر من وراء الرواق الشمالي تتقدمه قاعة مستطيلة يدخل اليها من قنطرة واسعة ذات عقد مقرنص تؤدي هذه القاعة الى بهو كبير مربع الشكل يدعى قاعة السفراء (قاعة العرش لجلوس السلطان) تطل على حدائق القصر .
جناح الاسود : ينسب الى السلطان محمد الخامس و اشتهر بهذا الاسم لوجود الاسود 12 التي تحمل بركة الماء التي تتوسط الصحن و هي على شكل حوض مضلع من الحجر الصلب . بالصحن رواق على شكل قناطر محمولة على أعمدة رشيقة و نحيلة نحتت من الرخام و هي عقود مقرنصة نصف دائرية يلي الرواق الاجنحة السكنية المكونة من اربعة قاعات رئيسية اشتهرت باسماء خاصة اطلقها عليها الاسبان لسبب من الاسباب و هي كالتالي :
قاعة الاختين : سميت بذلك بسبب وجود قطعتين كبيرتين مماثلتين من الرخام في بلاط ارضها و هي قاعة مربعة الشكل مسقوفة بقبة من الناحية الفنية . من اروع القباب في العالم الاسلامي يقول عنها متخصص في فن العمارة " فهي اشبه بثريا مرصعة بأحجار الالماس بمقرنصاتها و دلاياتها التي تحتل زوايا الانتقال " تتفرع عن هذه القاعة غرف تحيط بها اكبرها التي تقع في صدر القاعة من الجهة الشمالية المسماة ميغادو او ميرادور .
قاعة ابن سيراج : قاعة تقابل قاعة الاختين ، و هي قاعة مستطيلة مسقفة بقبة مقرنصة يحيط بها نوافذ لتهوية الغرفة يحيط بها افريز يحمل زخرفة هندسية و كتابية و نباتية .
قاعة الملوك : سميت كذلك بسبب الرسوم الملونة الموجودة في جانب من السقف التي تمثل ملوك غرناطة يعتقد انها قد تكون اضيفت بعد الانقلاب الاسباني تمتد هذه القاعة على طول الضلع الصغير في الفناء 25 متر على 7 مقسمة بواسطة قناطر طولية و عرضية بعضها مربع تغطيه قبة و نصفها مستطيل الشكل . القاعة ثلاث ابواب واسعة مفتوحة على الرواق المحيط بالصحن و هي غنية بالزخارف المكونة من الزليج و من النقوش الجبصية .
قاعة المقرنصات : و هي بهو مستطيل يمثل الضلع الصغير مقابل لقاعة الملوك . هذه القاعة مدورة بثلاث ابواب مفتوحة على رواق الصحن .
الخصائص الفنية لقصر الحمراء :
للقصر تصميم يتصف بالبساطة و لا سيما في مظهره الخارجي ، فهو لا يخرج عن الهندسة التقليدية للبيت العربي الاسلامي الذي نشاهده في المشرق و المغرب . به صحون تحيط به اروقة و اجنحة به قاعات مرتفعة السقوف و القباب به نوافذ و شرفات تطل على الحدائق .
أما العناصر المعمارية ، فنجد العقود و الاعمدة نجد التيجان من النوع الشائع في المغرب و الاندلس . نجد اقواس نصف دائرية حدوية مفصصة او مقرنصة . نجد سقوف مستوية نجد اقباء ( السقف المعقود) نجد قباب نجد الزليج نجد الجبص نجد الشرافات المسننة الملونة نجد الكتابات نجد المقرنصات تزين باطن العقود و القباب صنعت باشكال تختلف عن تلك التي عهدناها في عمائر المشرق . نجد الالوان .